إيلاف من الرباط : عبرت جمهورية سيراليون،الثلاثاء بالرباط، عن دعمها الكامل لوحدة تراب المغرب ،مؤكدة أن مبادرة الحكم الذاتي التي تقدم بها المغرب هي الحل الوحيد (ذو مصداقية وجاد وواقعي) لنزاع الصحراء .

جرى التعبير عن هذا الموقف في بيان مشترك توج محادثات أجراها وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة مع نظيره السيراليوني تيموتي موسا كابا.

وجاء في البيان المشترك أن رئيس دبلوماسية سيراليون جدد دعم بلاده التام للوحدة الترابية للمملكة والذي تعزز في أغسطس2021،بفتح قنصلية عامة لسيراليون بالداخلةومشاركتها في 15يناير 2021، في المؤتمر الوزاري لدعم مبادرة الحكم الذاتي تحت سيادة المغرب بدعوة من المغرب والولايات المتحدة .

وعبر الوزير السيراليوني عن دعم بلاده الكامل أيضا للمسلسل الذي تقوده الأمم المتحدة من أجل التوصل إلى حل واقعي،وعملي ، ودائم لقضية الصحراء .

"مستوى غير مسبوق"في العلاقات

من جهة اخرى ،قال الوزير السيراليوني،تيموثي موسى كابا،إن العلاقات بين المغرب وبلاده ما فتئت تتعزز على المستويين الثنائي ومتعدد الأطراف، مبرزا أنها بلغت حاليا "مستوى غير مسبوق".

وأشاد الوزير السيراليوني،عقب مباحثات مع نظيره المغربي بتنفيذ العديد من الاتفاقيات التي جرى توقيعها بين البلدين.

ومضى قائلا "سجلنا التنفيذ الفعلي لهذه الاتفاقيات عقب اجتماع اللجنة الاقتصادية المشتركة بالداخلة في 15 يناير 2021"،لافتا إلى أن بلاده ملتزمة بتعزيز الاستثمار والمبادلات التجارية.

في سياق ذي صلة،أعرب موسى كابا عن شكره للمغرب على الدعم الذي يقدمه لسيراليون في العديد من القطاعات، مستشهدا، في هذا الصدد، بدعم المملكة، على الخصوص، في المجالين الفلاحي والديني.

خارطة طريق للتعاون

من جهته،قال وزير خارجية المغرب إن العلاقات بين بين البلدين شهدت تطورا كبيرا خلال السنوات الأخيرة بتوجيهات من الملك محمد السادس، ورئيس سيراليون جوليوس مادا بيو.

وأوضح بوريطة أن المغرب وسيراليون تربطهما صداقة وأخوة متينتان تعكسان جودة العلاقات التاريخية بين البلدين.

وأبرز، في السياق ذاته،أن المملكة المغربية وجمهورية سيراليون تتوفران على خارطة طريق للتعاون "تعكس طموح قائدي البلدين بخصوص تعزيز التعاون القطاعي"،مشيرا إلى أن هذه الخارطة، التي بدأ العمل وفقها سنة 2021،تمتد إلى غاية نهاية السنة الجارية.

وذكر بوريطة بانعقاد الدورة الثالثة للجنة المشتركة بين البلدين،السنة الماضية بمدينة الداخلة، والتي توجت بالاتفاق على أن المجال الفلاحي والأمن الغذائي من المجالات الأساسية في تعزيز التعاون بين المغرب وسيراليون.

وأشار بو سطة إلى اللقاء الذي عقده الوزير السيراليوني مع ممثلي القطاع الخاص،لاستكشاف سبل مساهمة الفاعلين في هذا القطاع في تطوير العلاقات بين البلدين.

وبعدما سجل أن التبادل التجاري بين المغرب وسيراليون"تضاعف تقريبا خلال الأعوام الأخيرة"، ذكر بوريطة بفتح بعثات دبلوماسية في كلا البلدين،كما هو الشأن بالنسبة لافتتاح قنصلية عامة لسيراليون بمدينة الداخلة،وافتتاح ملحقة دبلوماسية للمغرب في سيراليون.

من ناحية أخرى، أشاد الوزير ب"الدور الإيجابي والمهم" الذي تقوم به سيراليون كعضو غير دائم في مجلس الأمن ، خلال السنة الحالية، مشيرا إلى الجهود التي ما فتئ يقوم بها هذا البلد الإفريقي من أجل إسماع صوت إفريقيا بخصوص مجموعة من القضايا المطروحة على جدول مجلس الأمن.

كما أبرز أن دبلوماسية سيراليون، بقيادة الرئيس جوليوس مادا بيو، "طالما كانت قائمة على مجموعة من المبادئ، وعلى الوضوح والتشبث بالدفاع عن الوحدة الترابية والسيادة الوطنية للدول، مع إيجاد حلول بالنسبة للقضايا المطروحة".

وأعرب بوريطة عن شكره لجمهورية سيراليون على "موقفها الثابت من قضية الصحراء المغربية، والذي عبرت عنه يوم 16 أبريل الجاري، خلال اجتماع لمجلس الأمن، كموقف ثابت في دعم وحدة المغرب الترابية وسيادته الوطنية على أقاليمه الجنوبية".

وأبرز بوريطة أن سيراليون "تلعب دورا مهما في ما يتعلق بمبادرات الملك محمد السادس الخاصة بإفريقيا، بما في ذلك المبادرة الملكية حول الفضاء الأطلسي الإفريقي"، مذكرا بمشاركة جمهورية سيراليون في اجتماع احتضنته الرباط بهذا الخصوص .

وشدد بوريطة ، في السياق نفسه، على أن سيراليون معنية بمشروع أنبوب الغاز نيجيريا - المغرب - أوروبا، وكذلك بالمبادرة الملكية حول ربط دول الساحل الإفريقي بمنطقة إفريقيا الأطلسية، وهي كلها مبادرات ملكية مهيكلة ومهمة تضطلع دول غرب إفريقيا، ومن بينها سيراليون، بدور كبير في تفعيلها.

وأضاف أن "العلاقة بين المغرب وسيراليون قائمة على التضامن كما يريدها جلالة الملك"، مبرزا أن هذا التضامن أثبت نفسه على أرض الواقع في مجموعة من المناسبات، حيث عبر المغرب بشكل إيجابي وبناء عن تضامنه مع سيراليون خلال فترة جائحة كورونا وأثناء الفيضانات التي ضربت هذا البلد.

وأشاد بوريطة بالتضامن الذي أبانت عنه سيراليون في الدفاع عن مصالح المغرب وعن أولوية القضايا المتعلقة به، سواء على الأجندة الإفريقية أو الدولية.

وسجل بوريطة أن أجندة العلاقات بين البلدين جد إيجابية ومتطورة وقائمة على التضامن والمنفعة المتبادلة (رابح-رابح)،مع الحرص على أن تكون نموذجا لعلاقات بين دولتين إفريقيتين قوامها الاحترام المتبادل وخدمة مصالح الشعبين وفق رؤية قائدي البلدين.

وخلص الوزير بوريطة إلى ضرورة برمجة دورة أخرى للجنة المشتركة بين المغرب وسيراليون، مذكرا بأهمية تفعيل قنوات التواصل، فضلا عن دعم العلاقات الثنائية عبر تطوير التعاون القطاعي .

الانخراط في المبادرات الملكية لفائدة غرب إفريقيا

بدورها،أعربت سيراليون عن عزمها على الانخراط بشكل كامل في المبادرات التي يطلقها الملك محمد السادس لصالح غرب إفريقيا.وجرى التعبير عن هذا الموقف في البيان المشترك ذاته.

وأشاد وزير خارجية سيراليون،بشكل خاص،في هذا البيان المشترك، بريادة الملك محمد السادس وبرؤيته المتبصرة الرامية إلى تعزيز التعاون والتضامن جنوب-جنوب لرفع التحديات وتشجيع المبادرات الإقليمية التي تدفع بعجلة الاستقرار والتنمية الاجتماعية-الاقتصادية لفائدة الشعوب الإفريقية.

كما أشاد بمساهمة المملكة المغربية الجديرة بالثناء في تعزيز السلام والتنمية المستدامة في المنطقة منذ إحداث اتحاد نهر مانو.

في السياق ذاته، نوه كابا ب"المبادرة النيرة" للملك محمد السادس، في إطار مسار البلدان الإفريقية الأطلسية،الرامية إلى تعزيز التعاون من خلال جعل الفضاء الإفريقي الأطلسي إطارا جيو-إستراتيجيا للتعاون الإفريقي وتعزيز الاستقرار والازدهار.

كما نوه بالفرصة التي تتيحها المبادرة الملكية الرامية إلى تعزيز ولوج بلدان الساحل إلى المحيط الأطلسي، وهو ما سيسهم في التنمية الاجتماعية والاقتصادية للمنطقة وسيضمن الاستقرار والازدهار في إفريقيا.

من جهة أخرى،أبرز الوزيران دور مشروع خط أنبوب الغاز المغرب-نيجيريا،الذي من شأنه أن يعزز الاندماج الاقتصادي للمنطقة ويعود بالنفع على جميع البلدان المعنية - بما فيها سيراليون - من خلال إطلاق إمكاناتها الصناعية وخفض العجز الطاقي بها.