أنهت الهيئة العامة للائتلاف الوطني السوري المعارض أعمالها اليوم إثر انتخاب رئيس ونواب للرئيس وأمين عام وهيئة سياسية جديدة، وبعدما حددت مواقفها من المبادرات المطروحة حاليًا، حيث رفضت مبادرة موسكو والاجتماع المرتقب في روسيا في نهاية الشهر الجاري، فيما نظرت إلى مبادرة الموفد الأممي ستيفان دي ميستورا بترقب مطالبة بالمزيد من الإيضاحات.


&بهية مارديني: انتخب الدكتور خالد خوجة رئيسًا للائتلاف الوطني السوري المعارض مساء أمس بديلًا من هادي البحرة، الذي أنهى فترة رئاسته، وتنافس خوجه مع الدكتور نصر الحريري الأمين العام نحو الرئاسة.

وقال الحريري لـ"إيلاف": "هيّأت نفسي لتحمّل المسؤولية، لكنّ قدّر الله أن يكون الصديق العزيز خالد خوجة بعد الاحتكام لصناديق الاقتراع، هو الرجل المختار لقيادة المرحلة المقبلة في عمر الثورة السورية، والذي نحسبه أهلًا لذلك؛ كيف لا، وهو من قدّم إلى الثورة ما قدّم، منذ بداية انطلاقتها حتى الآن".

استكمالًا للثورة
وهنّأ الحريري "خالد خوجة على منصبه الجديد"، وقال "ندعو الله أن يكون له عونًا في تحمّل المسؤولية وقيادة سفينة الثورة التي تصطدم بآلاف الأمواج الدولية المتلاطمة وخاصة في هذه المرحلة الحرجة من عمر الثورة".

وصباح اليوم، وبعد إعادة انتخابات الأمانة العامة للائتلاف، فاز يحيى مكتبي بهذا المنصب، وهشام مروة ونغم الغادري بمنصب نائب الرئيس، كما انتخبت الهيئة العامة للائتلاف هيئة سياسية جديدة من دون مفاجآت في النتائج، إذ ضمت نذير الحكيم وأحمد رمضان وهادي البحرة وبدر جاموس وفادي إبراهيم و حسان الهاشمي وأكرم عساف وآخرين.

وعلمت "إيلاف" أن الهيئة العامة للائتلاف رفضت مبادرة موسكو والاجتماع المرتقب في روسيا في نهاية الشهر الجاري وشخصنة الدعوات، ورفض أي شروط قبل الاجتماع، فيما نظرت إلى مبادرة ديمستورا الموفد الأممي بكثير من الترقب وسط المطالبة بإيضاحات. ومن المنتظر أن يعقد الرئيس الجديد للائتلاف خالد خوجه مؤتمرًا صحافيًا، فيما سيصدر الائتلاف بيانًا لموقفه السياسي من موسكو.

خوجة الرئيس الجديد للائتلاف نجح بـ 56 صوتًا من أصل 109&اعضاء انتخبوا في اجتماعات الائتلاف، وهو أحد أعضاء المجلس الوطني السوري، وهو عضو في الكتلة التركمانية في الائتلاف، طبيب من مواليد العام 1965 (دمشق)، قضى 29 عامًا في المنفى، ويقيم الآن في تركيا، كان ضمن مجموعة الـ "40" التي تقدمت باستقالتها من الائتلاف ثم تراجعت.

سجل نضالي
سجن والد خوجة الدكتور صالح& 14 عامًا لرفضه تأييد حافظ الأسد، وسجنت والدته لمدة 5 سنوات، وعندما بلغ الخامسة عشرة سجن خوجة لمدة عامين، وقضى منهما عامًا في مقر المخابرات في دمشق قبل أن يخرج من سوريا إلى ليبيا ثم تركيا، بحسب معلومات "إيلاف".

وكانت الهيئة العامة للائتلاف بدأت مساء الأحد الماضي عملية انتخاب هيئة رئاسية جديدة للائتلاف الوطني، بعدما استمعت أمس لبرامج المرشحين الانتخابية، وانحصر التنافس على رئاسة الائتلاف ما بين الأمين الحالي للائتلاف نصر الحريري والدكتور خالد الخوجة سفير الائتلاف في تركيا. خوجة سيشغل المنصب لمدة عام، بعد التعديل الذي جرى على النظام الداخلي للائتلاف في الاجتماع الماضي، لتصبح فترة الرئيس منذ هذه الدورة سنة كاملة.

هذا وانتخبت الهيئة العامة للائتلاف نادر عثمان نائبًا لأحمد طعمة رئيس الحكومة الموقتة، وعبد الزراق الحسين وزيرًا للعدل، وسماح هدايا وزيرة للثقافة. وحصل نادر عثمان على 81 صوتاً في الانتخابات، بينما حصل عبد الرزاق الحسين على 67 صوتاً، وسماح هدايا على 65 صوتاً.

إلغاء تصويت
وكان رئيس الائتلاف الوطني السابق هادي البحرة أصدر قرارًا ألغى بموجبه نتائج التصويت التي حصلت في تشرين الثاني (نوفمبر) 2014 على التشكيلة الحكومية التي قدمها رئيس الحكومة الموقتة لأعضاء الائتلاف، وسط مقاطعة عدد كبير من الأعضاء لعملية التصويت.

ونص قرار البحرة على إحالة الطعون المقدمة من بعض أعضاء الائتلاف حول انتخابات رئيس الحكومة إلى لجنة تحقيق مستقلة، و"إلغاء جميع القرارات المتخذة من قبل بعض أعضاء الائتلاف خارج نطاق الشرعية وخلافًا للنظام الأساسي والجلسات المعتمدة في الائتلاف، وإلغاء كل آثارها ونتائجها الإدارية والقانونية".

وأقيمت جلسة للتصويت آنذاك على التشكيلة الوزارية التي اقترحها رئيس الحكومة الموقتة حضرها 60 عضوًا (اثنان منهم صوّتا بأوراق بيضاء)، وغاب عنها 50 عضوًا
(عدد أعضاء الائتلاف 110 أعضاء) إثر خلافات حادة حول التشكيلة المقترحة، وتمثيل كتلة الأركان، والمجلس العسكري..
&