تحذر مجموعات حملات إعادة التدوير، من مخاطر تزايد انتشار الأجهزة الكهربائية المنزلية غير المستخدمة والمنتجات التكنولوجية المعطلة.

وتشير تقديرات مؤسسة "ماتيريال فوكس" إلى أن الأجهزة الكهربائية التي يتم تخزينها في المنازل ارتفعت من تخزين ما معدله 20 جهازاً إلى 30 جهازاً في غضون أربع سنوات فقط.

واعتمدت المؤسسة في النتائج التي توصلت إليها على أبحاث أجرتها على السوق، إذ شملت المنتجات العشرة الأولى التي يتم تخزينها أجهزة التحكم عن بعد والهواتف المحمولة ومجففات الشعر.

ويفيد تقرير للأمم المتحدة أن النفايات الإلكترونية ترتفع بوتيرة أسرع بخمس مرات من النفايات التي تم توثيق إعادة تدويرها، مشيراً إلى ضرورة تنظيف "أدراج الموت" الموجودة في منازلنا.

بول بوتيل
BBC
بول بوتيل يقول إنه يجد دائما أدوات كهربائية غير مستعملة في منزله

ويقول بول بوتيل، أحد المتطوعين في براج جمع النفايات الإلكترونية: "أعتقد أنه في يوم من الأيام، كان لدى والدي مخزن مليء بعلب البراغي، أما الأباء في الوقت الحاضر لديهم أدراج مليئة بـ 15 هاتفاً محمولاً قديماً على الأقل".

وأحصى بوتيل أكثر من 40 قطعة كهربائية في صندوقين اثنين من صناديق التخزين الخاصة به، ولكن هناك المزيد - كما يعترف - في العلية والأدراج ومسند القدمين وصناديق أخرى منتشرة في المنزل.

ويقول بوتيل الذي يقيم في بريستول، إن هناك أشياء يحتفظ بها لأبنائه، وهناك أجهزة كانت باهظة الثمن في السابق، وأصبحت دون قيمة الآن، لذلك من الصعب الاستغناء عنها.

ويقول سكوت بتلر، المدير التنفيذي ل"ماتيريال فوكس": ربما نمتلك جميعاً "أدراج الموت" التي" تحوي كابلات لم نعد نعرف استخداماتها، وهناك جهاز التحكم الخاص بجهاز الدي في دي، والذي فقدناه منذ فترة طويلة".

توجد مواد قيمة في هذه الدوائر الكهربائية
BBC
توجد مواد قيمة في هذه الدوائر الكهربائية

وتقدر المجموعة - التي تدير حملة لإعادة تدوير الأجهزة الكهربائية، وتنظيم استخدام الرمز البريدي لأصحاب المنازل للوصول إلى نقاط التسليم - أن أكثر من 880 مليون جهاز كهربائي غير مستخدم، موجود في منازل المملكة المتحدة، محذرة من خطورة التخلص من الأجهزة الإلكترونية في مكبات النفاية العامة.

يقول سكوت بتلر: "إذا نظرنا إلى الأجهزة الكهربائية التي نضطر لرميها، وتلك التي نحتفظ بها في المملكة المتحدة، فإننا سنكتشف وجود الكنز الذي يمكن أن تبلغ قيمته قرابة مليار جنيه إسترليني (1.26 مليار دولار)، وهي ثروة غير مستغلة". ويضيف: "هذه المواد هي أيضا مهمة جدا لمستقبل التكنولوجيا الخضراء التي نهدف إليه".

داخل أجهزة الكمبيوتر المحمولة القديمة، وفرشاة الأسنان الكهربائية، وماكينات الحلاقة، هناك كنوز دفينة بما في ذلك الفولاذ الصلب والألومنيوم والنحاس وبطاريات الليثيوم وحتى الذهب.

يقول جوستين غريناواي، المدير التجاري لشركة سويب - وهي مركز متخصص لإعادة تدوير الأدوات الكهربائية المنزلية - إنه كلما زادت العمليات المعقدة التي تحدث داخل أجهزة الكمبيوتر، وزيادة الكفاءة لانسياب قدر أكبر من البيانات داخل الأجهزة، تكون هناك ضرورة لتغليف جميع الموصلات بالذهب لضمان عدم تلف البيانات.

ويضيف: "عملنا يسمح لنا باستعادة هذا الذهب وإعادة استخدامه مرة أخرى، إذ أننا إذا لم نقم بتجميع ذلك الذهب، فإنه سينتهي في مكب النفايات أو الحرق، ولن نستفيد منه".

يمكن إعادة استخدام مواد كالنحاس
BBC
يمكن إعادة استخدام مواد كالنحاس

إن عملية تعدين المواد الثمينة تسبب التلوث في المقام الأول، بالإضافة إلى الإضرار بالحياة البرية، وبالتالي المساهمة في تغير المناخ، إذ أن استخراج المواد الخام، ومن تم تصنيعها، يتسبب في إنتاج كميات كبيرة من الكربون.

تقول سارة بيرنز، مديرة قسم الاستدامة والمشاركة في قسم النفايات في برستول: "لا يتعلق الأمر فقط بإعادة تدوير الأجهزة الكهربائية، لكن أيضا استخلاص المواد الثمينة منها"، موضحة أن "أول شيء نتطلع إلى القيام به هو تقليل اتخزين الأجهزة الكهربائية".

كما يمكن مشاركة الأجهزة الكهربائية غير المستعملة، كطريقة لتعزيز قيمتها والمحافظة عليها بدلاً من تخزينها.

على سبيل المثال، في "جمعية مشاركة" في مدينة بريستول هناك مكتبة للأشياء، وبدلاً من استعارة الكتب، يمكن استعارة أدوات وأجهزة، كالمنشار الكهربائي وأجهزة صنع الفشار، وأدوات كهربائية أخرى لا يتم استخدامها بشكل يومي.

أنا بيري
BBC
تقول أنا بيري إن النفايات تحوي العديد من الأدوات الكهربائية

تبرعت آنا بيري، وهي إحدى أعضاء مجلس الأمناء في الجمعية، بغسالتها لبرنامج المشاركة.

وتوضح بيري: "كنت أعلم أن الغسالة ستستخدم جيداً وستحظى بشعبية كبيرة، لكنني لم أتوقع أن يتم استخدامها 19 مرة من قبل 19 شخصاً مختلفاً".

وحتى أجهزة الكمبيوتر المحمولة الزائدة عن الحاجة، يمكن أن تكون ملكا لأشخاص جدد بعد مسح البيانات عنها.

ويقول سكوت بتلر من مؤسسة "ماتيريال فوكس": "إذا كنت محظوظاً بما يكفي لامتلاك جهاز كمبيوتر محمول إضافي، أو جهاز ذكي آخر، فابحث عن نقاط التسليم والتبرع الخاصة بمشاريع (إعادة تدوير الأجهزة الكهربائية) حيث يمكن للأشخاص التبرع للمحتاجين".

وتشير البيانات التي أعلنت عنها "ماتيريال فوكس" إلى أن الأسر تتخلص من 103,000 طن من الأجهزة الكهربائية، بدلاً من إعادة تدويرها.

كما تقدر المنظمة أن 343,000 طن من النفايات الكهربائية يتم سرقتها من داخل مكبات النفايات، أو تصديرها بشكل غير قانوني.

لحساب التقديرات حول كمية الأجهزة الكهربائية الموجودة في المنازل في المملكة المتحدة، استخدمت مؤسسة "ماتيريال فوكس" بيانات من أبحاث السوق الحديثة، حيث استطلعت شركات من مجلس الاقتراع البريطاني آراء 2,000 شخص من فئة البالغين في جميع أنحاء المملكة المتحدة.