قيل الكثير حول على خلفية إختيار الامير الشاب محمد بن سلمان لمنصب ولاية العهد في السعودية، بيد أن الذي يجب أن يتم الانتباه له و بدقة متناهية، هو إن هذه الضجة أثيرت و تثار من قبل أطراف و جهات معروفة بمواقفها المعادية أو على الاقل المشبوهة من السعودية، خصوصا وإنهم يرون بأم أعينهم أن السعودية تضخ دماء طرية يانعة في شريان قيادتها وهو مايثير قلق و توجس المتربصين شرا بهذا البلد الذي أکرمه الله تعالى بما لم يکرم به أي بلد آخر.

الانعکاسات و ردود الفعل المختلفة بشأن إختيار الامير الشاب محمد بن سلمان لولاية العهد في السعودية وخصوصا تلك التي تسعى للتشديد و الترکيز و التأکيد على أن الامير الشاب، متسرع في إتخاذ القرارات، الإيحاء بأنه سيقود السعودية و المنطقة الى مفترق بالغ الخطورة، لايمکن إطلاقا فصله و عزله من الحملة المشبوهة التي تقودها أطراف محددة في المنطقة ونقصد على وجه التحديد طرفين يجدان في إختيار قيادة سعودية شابة للمرحلة القادمة، تهديدا و خطرا کبيرا محدقا بهما، ولذلك فإنهما لايجدان بدا من التشکيك في هذا الاختيار و الطعن فيه خصوصا بعد أن رأوا بأم أعينهم کيف إن محمد بن سلمان أولى إهتماما إستثنائيا لبناء السعودية خلال المستقبل المنظور و أعلن خطة لم يسبق للسعودية وان أعلنت مايماثلها.

التحدي الکبير الذي يواجه بلدان العالمين العربي و الاسلامي، و السعي لفرض زعامات"مسيسة"عليها تسعى لإستغلال و توظيف عامل"المذهب" و"التأريخ"، و التمويه على الامة الاسلامية و قلب الحقائق عليها، خطر کبير و غير مسبوق يحدق بهذين العالمين و يدعو للوقوف بوجهه وإن القيادة السعودية التي إشتهرت بالحکمة و التأني و طول البال، فإنها لم تقدم على دفع الامير الشاب محمد بن سلمان الى الواجهة إعتباطا و من دون جدوى، بل إن هذه الخطوة أثبتت بأن القيادة السعودية تعرف أين و متى و کيف تتصرف ازاء الاخطار و التهديدات المحدقة بالعالمين العربي و الاسلامي.

عاصفة الحزم، أو بالاحرى الحرب الاستباقية العربية ـ الاسلاميةضد حرب شاملة تنتظر المنطقة، خطوة أثارت هلع أولئك الذين يواظبون على دق أسفينهم في الامن الاجتماعي لدول في المنطقة و السعي لتغيير ديموغرافيتها بما يتلائم و يتناسب مع مشروع خبيث يحاول بناء إمبراطورية دينية ذات بعد طائفي على حساب شعوب و بلدان العالمين العربي و الاسلامي.

محمد بن سلمان، ذلك الامير الشاب الذي أثار إختياره هلع و رعب البعض من المتورطين في تخريب و تفتيت بلدان في المنطقة، هو بحق رجل المهمة الصعبة التي تنتظره بفارغ الصبر و ستثبت الايام بأن حکمة القيادة السعودية لم تخطأ في إختيارها مثلما تثبت و تٶکد أيضا بأن التحالف المشبوه بين أدعياء قيادة العالمين الشيعي و السني لن يحصد سوى الخيبة و الخذلان وإن المستقبل سيثبت ذلك و حينها سيکون للموضوع صلة.