اختتمت في مصر واحدة من أهم البطولات في رياضة الاسكواش، وهي بطولة الجونة الدولية، التي حجزت مقعدها وسط أهم أحداث اللعبة سنويا، كما أصبحت بشكل مستمر مصدرا من مصادر الدخل الاقتصادي الرياضي.

البطولة في نسختها الثانية عشرة فاز بلقب مسابقة الرجال فيها المصري علي فرج، بالتغلب على مواطنه مصطفى عسل في المباراة النهائية، كما توجت نوران جوهر بلقب منافسات السيدات بالتغلب في النهائي على نور الشربيني في نهائي مصري خالص أيضا، ليتكرر اسم الفائزين باللقب للعام الثاني على التوالي.

وفاز علي فرج باللقب للمرة الثانية على التوالي والثالثة في إجمالي مسيرته، من أصل 11 لقباً فاز بها المصريون في الجونة، ولم يفز بلقب مسابقة الرجال لاعب غير مصري سوى الفرنسي جريجوري جوتييه مرة واحدة فقط.

أما منافسات السيدات ففازت بها نوران جوهر للمرة الثانية على التوالي، بعد وصولها للنهائي في آخر خمس مرات، ليصبح اللقب مصرياً كذلك في كل نسخ المسابقة الست التي أقيمت من قبل.

بعد فوزها قالت جوهر: "مررت بوقت صعب للغاية بداية السنة، بعدما تعرضت لإصابة شديدة وكانت لديّ الكثير من الشكوك، إذ كنت لا أستطيع المشي، والآن سعيدة للغاية بوجودي هنا، وبالفوز ببطولة الجونة للمرة الثانية على التوالي والحفاظ على اللقب".

الفوز المصري المتكرر بالبطولة، وفي بطولات أخرى، وصدارة تصنيف اللاعبين لعلي فرج واللاعبات لنور الشربيني، واصل التأكيد على هيمنة مصر على عالم اللعبة، والتي بدأت منذ سنوات، وكانت من أسبابها بداية الاهتمام الإعلامي باللعبة وقت ممارسة المصري أحمد برادة لها أواخر تسعينات القرن العشرين، والوصول لنهائي بطولة الأهرام التي أقيمت في مصر.

وقال المصنف الأول عالميا علي فرج بعد فوزه بالبطولة: "الآن أصبحت الجونة هي الحلم، بعدما كانت بطولة الأهرام هي الحلم بالنسبة لنا ونحن صغار أن نلعب على سفح الأهرام عندما نكبر، وبعدما أعاد عمرو منسي الحياة للحلم من جديد وهو في السابعة والعشرين من العمر، إذ واجه الكثير من المصاعب، ولكن بعدما تحدى الصعوبات أقام بطولة الجونة ثم عادت بطولة الأهرام".

وأوضح عمرو منسي مؤسس بطولة الجونة أن إقامة بطولة الأهرام أو الجونة في مصر بمكان سياحي يساهم في الترويج للبلاد، والمساعدة في تنشيط السياحة الرياضية، وأضاف: "كنا نخوض بطولات في أماكن كنيويورك وهونج كونج، ولكن لا يوجد مكان سياحي كالجونة، البطولة أفادت مصر منذ البداية، وفكرة أن تكون في مكان سياحي، فاللاعبون يأتون ومعهم أهلهم وأصدقاؤهم لقضاء عطلة في الجونة".

ويضيف: "البطولة حظيت بالكثير من الزخم في بدايتها بسبب وجود لاعبين كرامي عاشور وعمرو شبانة، فنالت الكثير من الشعبية، وشجعت الرعاة للاهتمام باللعبة ونشر الاسكواش في مصر، وبعدما كان الرعاة في الماضي مهتمين برعاية كرة القدم فقط، الآن باتوا يتسابقون على رعاية الاسكواش، لأن اللعبة أصبحت مهمة للغاية في مصر، خاصة مع النتائج المميزة للّاعبين المصريين، ولذلك أعتقد أن بطولة الجونة كانت سبباً في الثورة التي حدثت للاسكواش في مصر".

البطولة لم تعد حدثاً رياضياً فقط يتنافس اللاعبون على الفوز به لرفع عدد ألقابهم أو للترقي في تصنيف اللاعبين الدوليين، ولكن كذلك باتت لها أهمية اقتصادية، لمصر من ناحية السياحة الرياضية، وللّاعبين أنفسهم الذين استفادوا من البطولة.

ويضيف منسي: "استثمار الرعاة أفاد رياضة الاسكواش، اللاعبون الآن كلهم ترعاهم شركات مختلفة وهو ما لم يكن يحدث في الماضي، كان أحمد برادة الذي يحظى بالرعاية فقط، ومن بعدها توقف الأمر، حتى عاد بسبب التغطية الإعلامية والحضور الجماهيري الكبير، فكل الشركات الآن تتسابق لتظهر إعلاناتها أمام هذا العدد من الحضور".

الاستثمار الرياضي في مصر بدأ يأخذ منحى مختلفاً في الأعوام الأخيرة، وبدأ الاهتمام بالألعاب الفردية، بعدما أصبح هناك اهتمام إعلامي أكبر برياضات مختلفة عن كرة القدم، وهو الذي عاد على الشركات بالنفع الاقتصادي كذلك، بخلاف الاستفادة الفنية العائدة على اللاعبين من خوض بطولة كبيرة على أرضهم وأمام جماهير متحمسة لتشجيعهم.

ويقول محمد عامر الرئيس التنفيذي لمدينة الجونة: "الاسكواش لعبة لها شعبية كبيرة جدا، ونحن مهتمون بمساعدة اللعبة، هذه البطولة بدأت صغيرة، ونحن حاولنا بشتى الطرق مساعدتها لتكبر، والآن هي في دورتها الـ12 ووصلت لأن تكون من أكبر ثمان بطولات في العالم، وهذا يساعد مصر في أن تظهر بشكل إيجابي، أن تكون لها القدرة على تنظيم بطولات عالمية بهذا الحجم".

ويضيف: "العوائد الاقتصادية لمصر بسبب بطولة كهذه كبيرة جداً، خلال فترة البطولة ترتفع نسبة الإشغال في المدينة إلى 100%، أي أن الغرف تكون كلها ممتلئة، وجزء كبير من السياح الذين يشغلون هذه الغرف يأتون من أجل البطولة، وفي المباراة النهائية كما رأى الجميع كانت المدرجات ممتلئة عن آخرها".

ويختتم عامر: "من أهم أنواع السياحة الآن السياحة الرياضية، وهذه البطولة تجذب سائحين كثر للبلاد، وهو ما يساعد الاقتصاد بعائد مادي كبير، وإن استطعنا تنظيم بطولات كالجونة للاسكواش والتركيز في هذا القطاع، نستطيع مضاعفة هذا العائد".

عشرات الجماهير حضروا المباراتين النهائيتين لمسابقتي الرجال والسيدات في بطولة الجونة الدولية للاسكواش، في ملعب كامل العدد وحضور جماهيري كثيف، وباتت الجماهير معتادة التواجد في الجونة سنوياً في نفس الموعد من أجل البطولة.

وبختام بطولة الجونة للاسكواش، تتوالى المنافسات في عالم اللعبة، وتتجه الأنظار بعد أقل من أسبوعين لبطولة العالم للاسكواش، والتي ستقام في مصر كذلك، وفيها سيطمح المصريون لتكرار إنجازاتهم المتتالية في اللعبة، إذ فاز اللاعبين المصريين ببطولة العالم للرجال آخر سبع مرات، وللسيدات في آخر ثمان نسخ.