غادرنا الفنان والملحّن الكبير والنصير (البيشمه ركة) كوكب حمزة جسداً مساء يوم أمس الثلاثاء، في أحد مستشفيات الدانمارك، وبرحيله خسر العراق قامة فنية رفيعة وموهبة موسيقية متميزة، كما خسر إنساناً مناضلاً مقداماً ناضل في صفوف الأنصار (البيشمه ركة) الشيوعيين العراقيين ضد النظام البعثي الفاشي في الثمانينات من القرن الماضي، ومن أجل الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية. لم يحن كوكب هامته إلى طاغية ولم يطوع وتره إلى مستبد، وعليه منع النظام البعثي الشوفيني تداول أغانيه وعدّ حيازتها جريمة كبيرة يعاقب عليها.

إبداعاته الفنية
يعد كوكب حمزة أحد رموز الثقافة العراقية الأصيلة، وأصبحت ألحانه جزءاً مهماً من ذاكرة الشعب العراقي ووجدانه، وترك العديد منها أثره الكبير في تغيير ذائقة المستمع العراقي والعربي.

له العديد من الألحان والأغاني التي ستبقى خالدة في سماء الفن الأصيل، منها على سبيل المثال لا الحصر: "مر بيّ" (غناء غادة سالم)، "همة ثلاثة للمدارس يروحون" (غناء مائدة نزهت)، "أفيش ـ ياطيور الطايرة"، و"بساتين البنفسج"، و"مكاتيب"، و"من تمشي" (غناء سعدون جابر)، و"محطات" من كلمات الشاعر زهير الديجيلي، و"القنطرة بعيدة" من كلمات الشاعر ذياب كزار (أبو سرحان)، و"يا نجمة" من كلمات الشاعر كاظم الركابي، و"شوق الحمام" (غناء فاضل عواد)، و"تانيني"، و"وين يالمحبوب" (غناء فؤاد سالم). كما لحن للفنانة السورية أصالة نصري، والمطرب الكويتي عبدلله رويشد ولمغنين آخرين.

كوكب مكتشف النجوم
أطلق النقاد على كوكب حمزة لقب مكتشف النجوم، فهو من اكتشف أفضل الأصوات العراقية مثل الفنان حسين نعمة ورياض أحمد وستار جبار وسعدون جابر، كما اكتشف المطربة المغربية أسماء المنور بعد أن قدمها حمزة للجمهور حين لحن لها أغنية "دموع إيزيس" من كلمات الشاعر المصري الكبير احمد فؤاد نجم.

وكتب الشاعر الوطني الكبير أحمد دلزار رسالة إلى رفيقه كوكب حمزة يقول فيها:

(إلى ابن كوكبنا الأرضي، كوكب سماء الفن الرفيع، رفيقي الفنان، رب الألحان، كوكب حمزة، أهدي هذه الأبيات البسيطة بأمل إلحانها إلى كلمات رنانة مجنحة:

شمس بلادي سافرة

أرض بلادي زاهرة

إنسامها، أنفاسها

عليلة وعاطرة

رباعها، رياضها

خضيلة وناضرة

تيجان راسياتها

بهية وباهرة.

دمشق 19 تموز 1984)

لروح كوكبنا الجميل، كوكب الأنصار (البيشمه ركة )، المجد والسلام والذكر الطيب، ستبقى نجمته تضيء للعاشقين وطريق العمال والكادحين ضياء مفعم بالحب والياسمين والحنين، وأمل للعراق الجديد، العراق الذي لا يزال يعاني من لعنة الفساد والمحاصصة المقيتة، والتي تلاحقه كظل لا يفارقه، بالرغم من سقوط الصنم الذي كان يلاحق كوكب حمزة وأحرار ومناضلي العراق أينما وجدوا.