يرى البعض أنه لا يمكن اعتبار مدافع فريق الهلال والمنتخب السعودي علي البليهي مجرد لاعب "مستفز" يبحث عن الشهرة والترند على حساب أساطير ونجوم الكرة العالمية، بداية من الأرجنتيني ليونيل ميسي، و البولندي روبرت ليفاندوفسكي، والكوري سون هيونج مين، والمغربي حكيم زياش، وأخيراً النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو، هداف فريق النصر.

ذكاء البليهي
لماذا لا يمكن اعتبار البليهي مجرد لاعب "مستفز يبحث عن الشهرة"؟ لسبب بسيط، وهو أنه يلقى دعماً جماهيرياً كبيراً من قاعدة لا حصر لها تتمثل في جمهور نادي الهلال، وقطاع من جمهور المنتخب السعودي حينما يتعلق الأمر بالمباريات الدولية، ولكن هل هذا يكفي لنعتبر البليهي بريئاً من "الاستفزاز" و"البحث عن الشهرة"؟ بالطبع لا، ولكن هناك وجهة نظر تقول إن المدافع الذي يستخدم "الاستفزاز الذكي" يفيد فريقه في نهاية المطاف، خاصة إذا نجح في جعل النجم المنافس له يتوتر ويخرج عن أجواء المباراة.

لن تفوز يا ميسي
البليهي قالها لميسي في المونديال، لن تحقق الفوز اليوم، وحدث بالفعل أن حقق المنتخب السعودي الفوز على الأرجنتين في مونديال قطر 2022، وحينها صفق له الملايين، والمدهش أن بعضهم تغير موقفهم منه الآن، كما أن ما حدث من المدافع الهلالي في المباراة الأخيرة ضد النصر، أسفر عن طرد رونالدو، وبالمقاييس الجماهيرية والكروية هو انتصار في حد ذاته أن تتسبب في طرد نجم النجوم الذي يشكل ثقلاً في الفريق المنافس.

البليهي أم الهلال؟
هذه هي وجهة النظر الجماهيرية، وخاصة من الجمهور الذي يساند اللاعب، ولكن هناك بعد آخر يتعلق بالروح الرياضية، وهو بعد لا يمكن اغفاله، خاصة أن جماهير الأندية المنافسة للهلال سواء في السعودية أو خارجها لا "يطيقون" اسم البليهي، وهي حقيقة لا مهرب منها، ويؤكدون أن الطرق التي يلجأ لها لا علاقة لها بفكرة التنافسية القائمة على الروح الرياضية، ولكن هل يهاجمون اللاعب لهذا السبب حقاً؟ أم لأنهم لا يحبون الهلال؟

الرابح الأكبر
من الرابح في هذا الجدل؟ يبدو لي أن البليهي هو الرابح في زمن "الشهرة السلبية"، وهو تعبير ينطبق على الكثير من المشاهير أو من يسعون للشهرة في عصر "السوشيال ميديا"، فاللاعب السعودي الذي يمكن القول إنه "مدافع جيد" وليس نجماً أسطورياً، نجح بطريقته المعتادة في استفزاز أشهر النجوم أن يحقق قدراً كبيراً من الشهرة حتى على المستوى العالمي فاق أساطير الكرة السعودية.

أسطورة بعد الاعتزال
وسوف يعيش البليهي على هذا الرصيد من الشهرة فيما تبقى له في مشواره الكروي، وحتى عقب الاعتزال، حيث من المتوقع أن تكون قصصه ومواقفه مع ميسي، وليفا، وسون، ورونالدو، وغيرهم من النجوم هي رصيد الذكريات الذي لن يتم تناوله بمنظور سلبي بعد سنوات، بل سيكون فكاهياً طريفاً لا أكثر ولا أقل.

خلاصة القول، موقفك من البليهي يعتمد على ميولك الكروية، والعقلية التي تملكها، ورؤيتك للتنافس الكروي بصفة عامة، فإذا كنت من عشاق الأندية المنافسة للهلال ولديك نظرة مثالية للأمور، فسوف ترى البليهي مجرد "مستفز باحث عن الشهرة"، ولكن إذا كنت هلالياً، أو صاحب نظرة لا تتصف بالمثالية بل بالنفعية الكروية فسوف ترى البليهي شخصاً ذكياً مفيداً، وثمة رؤية ثالثة لن يقولها لك أي صحفي أو إعلامي أو ناشط في عالم السوشيال ميديا، لسبب بسيط وهو أن كل هؤلاء يستفيدون من "جدل البليهي" الذي يحلق في عالم الشهرة بطريقته الخاصة، ومعه يحلق كل من تناول موقفاً "مستفزاً" له.