عين عيسى: دعت قوات سوريا الديمقراطية، التي أعلنت القضاء على تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا، الإثنين إلى إنشاء محكمة دولية خاصة في شمال شرق سوريا لمحاكمة الجهاديين المتهمين بارتكاب جرائم.&

وذكرت القوات في بيان "إننا ندعو المجتمع الدولي لإنشاء محكمة دولية خاصة لمحاكمة ارهابيي داعش في شمال شرق سوريا" مشيرة إلى أن الجهاديين يجب أن يخضعوا لمحاكمة "في مكان وقوع الفعل الجرمي".

وأضاف بيان القوات أن إنشاء محكمة دولية خاصة يسمح بان "تتم المحاكمة بشكل عادل ووفق القوانين الدولية وبما يتوافق مع العهود والمواثيق المعنية بحقوق الانسان".

وسبق أن شكل المجتمع الدولي محكمتين دوليتين وهما المحكمة الجنائية الدولية لرواندا، التي حاكمت مرتكبي الإبادة الجماعية في هذا البلد الأفريقي والمحكمة الجنائية الدولية ليوغوسلافيا السابقة، والتي حاكمت الأشخاص المتهمين بارتكاب الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب خلال المعارك التي اجتاحت البلقان في التسعينيات.&

ويواجه تنظيم الدولة الإسلامية تهم ارتكاب جملة من الفظاعات كالإعدام الجماعي والاغتصاب والخطف والهجمات التي نفذها خلال أكثر من أربع سنوات من "الخلافة" التي أعلن عن إقامتها في عام 2014 على أراض شاسعة في سوريا والعراق.

واستسلم الآلاف من الجهاديين خلال الهجوم الأخير الذي شنته قوات سوريا الديمقراطية على جيب التنظيم الأخير في بلدة الباغوز، الواقعة شرق سوريا، مما أدى السبت إلى إعلان هذه القوات القضاء على "الخلافة".

مخيم الهول

إلى ذلك، يتواجد في مخيم الهول الواقع في شمال شرق سوريا أكثر من 9 ألاف فرد يتحدرون من عائلات مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية، حسبما ذكر متحدث كردي لوكالة فرانس برس الإثنين.

وقال الناطق الرسمي للادارة الذاتية لشمال وشرق سوريا لقمان احمي للوكالة أن من بين الاشخاص الاجانب الموجودون في مخيم الهول أكثر من 6500 طفل. &

وأشار المتحدث إلى أن هذا العدد سٌجل قبل أسبوع، قبل أن تعلن قوات سوريا الديمقراطية، التي تدعمها واشنطن، القضاء على "الخلافة" في سوريا.

ولا يقيم جهاديو التنظيم الذين اعتقلتهم قوات سوريا الديمقراطية خلال الهجوم على الجيب الأخير في سوريا، مع عائلاتهم &في المخيم ولكنهم موقوفون لدى السلطات الكردية في المنطقة التي تتمتع بإدارة ذاتية.

ولم يدل المتحدث بأي تفاصيل تتعلق بجنسيات النساء والأطفال في المخيم.

وأعلنت قوات سوريا الديموقراطية السبت سيطرتها على آخر جيب للتنظيم داخل بلدة الباغوز، بعد ستة أشهر من هجوم واسع بدأته في ريف دير الزور الشرقي بدعم من التحالف الدولي بقيادة أميركية. ودارت معارك عنيفة بين الطرفين منذ التاسع من شباط/فبراير، تخللها قصف مدفعي وغارات للتحالف.

على وقع تقدمها العسكري وعملياتها التي علقتها مراراً افساحاً في المجال أمام خروج المحاصرين، أحصت قوات سوريا الديموقراطية خروج أكثر من 66 ألف شخص من مناطق سيطرة التنظيم منذ مطلع العام، بينهم خمسة آلاف من عناصر التنظيم على الأقل، تمّ اعتقالهم. كما تمكن آخرون من الفرار.&

وبين الخارجين عدد كبير من أفراد عائلات مقاتلي التنظيم، كثيرون بينهم من الأجانب، ممن جرى نقلهم إلى ثلاث مخيمات للنازحين في شمال شرق سوريا، أبرزها مخيم الهول الذي يؤوي أكثر من 72 ألف شخص، بينهم 25 ألف طفل على الأقل في سن الدراسة، وفق لجنة الإنقاذ الدولية.&

ويشهد مخيم الهول أوضاعاً مأساوية للغاية مع ازدياد أعداد الوافدين إليه والتي تفوق قدرته الاستيعابية والمقدرة بنحو 20 الف شخص.

وشكلت جبهة الباغوز دليلاً على تعقيدات النزاع السوري الذي بدأ عامه التاسع، مخلفاً حصيلة قتلى تخطت 370 ألفاً، من دون أن تنجح كافة الجهود الدولية في التوصل إلى تسوية سياسية.