إيلاف من لندن: كتب الاعلامي البريطاني الشهير بيرس مورغان مقالاً في صحيفة "الصن" اللندنية تناول خلاله قضية دونالد ترامب المثيرة للجدل، والتي تتعلق بمحاكمته على خلفية إقامته علاقة جنسية مع ممثلة إباحية تدعى ستورمي دانييلز، ودفعه 130 ألف دولار لها من أجل التكتم على هذه العلاقة.

والمثير في مقال مورغان وكعادته كان جريئاً ومختلفاً في طرح وجهة نظره الصادمة للكثيرين، فقد دافع بقوة عن ترامب، وقال :"لقد عرفته منذ ما يقرب من 20 عاما، ترامب هو أحد أكثر الشخصيات الاستثنائية التي قابلتها على الإطلاق، فهو يتمتع بشخصية كاريزمية، ولديه طاقة لا مثيل لها، ويتمتع بالذكاء، والشغف حينما يتحدث عن أي شيئ".

مهزلة غير مهذبة
وتابع :"يزعمون أن دونالد ترامب دفع مبلغا قدره 130 ألف دولار، مقابل الصمت للتغطية على علاقة مزعومة لليلة واحدة مع ممثلة الأفلام الإباحية ستورمي دانييلز قبل 18 عاماً، إن قضية ستورمي مهزلة غير مهذبة، يجب أن تخجل منها أميركا وأعتقد أنها لن تكون سبباً في الحاق الضرر بترامب بل سوف تساعده على العودة للبيبت الأبيض على عكس ما يعتقد أعداء هذا الرجل".

وأضاف مورغان في مقاله :"ترامب هو الشخص الأكثر شهرة على كوكب الأرض، وهذا هو السبب في كل ما يحدث له، لقد كان اهتمام العالم هذا الأسبوع منصبا على قاعة المحكمة في الطابق الخامس عشر في نيويورك، حيث أصبح أول رئيس أمريكي في التاريخ يواجه محاكمة جنائية، ليس هذا فحسب، بل إن القضية المزعومة مخجلة، وهي قضية دفع مبلغ 130 ألف دولار كرشوة للتستر على علاقة مزعومة لليلة واحدة مع ممثلة الأفلام الإباحية ستورمي دانييلز في جناح فندق في بيفرلي هيلز قبل 18 عاما".

سجن 10 سنوات؟
وأكمل مورغان :"ترامب يواجه الآن ما يصل إلى 10 سنوات في السجن إذا تمت إدانته، من الصعب تصديق أن يتم التعامل مع رئيس سابق لأميركا بهذه الطريقة، فتاريخ أميركا الممتد 247 عاما، لا يجب أن تكون به قضية تافهة ومهينة بهذا الشكل المثير للشفقة، وفي ملف مثل هذا".

وتابع :"وحتى لو فعل ذلك، فعندما أجريت مقابلة مع السيدة دانييلز العام الماضي، كانت مقنعة للغاية في روايتها لما حدث، لقد كان اتفاقا توافقيا بين شخصين بالغين، يمكنك أن ترفض ذلك من الناحية الأخلاقية نظرًا لأن زوجة ترامب الثالثة، ميلانيا، كانت حاملًا في ذلك الوقت، لكنه وميلانيا لا يزالان معًا، لذا فقد عملا بشكل واضح على حل أي مشاكل زوجية، لذلك فإن فكرة أن الأمر قد ينتهي به ليقضي بقية حياته في السجن – سيبلغ ترامب 78 عامًا في يونيو – هي فكرة سخيفة".

قضية خبيثة والدافع سياسي
ويرى مورغان أنها قضية "خبيثة ذات دوافع سياسية" هدفها منعه من أن يكون رئيساً مرة أخرى.

وكشف مورغان عن مفاجأة قانونية وكتب :"الادعاء الرئيسي، بأن ترامب قام بتزوير سجلاته المالية لإخفاء أموال مقابل صمت الممثلة الإباحية، عادة ما يتم التعامل معه باعتباره جنحة على مستوى الولاية في نيويورك، وليس جريمة فيدرالية، وكل هذا يؤدي إلى تعقيد سياسي، وهذه هي الطريقة التي ينظر بها معظم الناس إلى الأمر، وهذا لا يعني أن ترامب ملائكي لا يرتكب أي جريمة".

استطلاع رأي
أظهر استطلاع للرأي أجري مؤخراً أن ثلث الأميركيين فقط يعتقدون أن ترامب فعل ذلك، ويشعر 3 فقط من كل 10 أن المدعين العامين يعاملون الرئيس السابق بإنصاف، وفقط 2 من كل 10 واثقون من أن القاضي والمحلفين يمكن أن يكونوا محايدين.

وكشف مورغان عن أنه "حتى لو دفع ترامب لستورمي مقابل التزام الصمت، فلن يكون الأمر مختلفًا عن عدد لا يحصى من الصفقات المماثلة التي أبرمها الأثرياء والمشاهير في أميركا لوقف ظهور القصص الضارة، سواء كانت صحيحة أو كاذبة، وهناك نفاق كريه الرائحة بشأن الطريقة التي يحاولون بها تدمير ترامب بسبب فضيحة جنسية".

أين كلينتون ومونيكا؟
وأضاف بيرس مورغان :"مارس بيل كلينتون الجنس مع المتدربة مونيكا لوينسكي في المكتب البيضاوي، ودفع 850 ألف دولار لتسوية قضية مع امرأة تدعى باولا جونز اتهمته بالتحرش بها والاعتداء عليها، وهذا أكثر خطورة بكثير من أي شيء فعله ترامب مع ستورمي دانييلز، ومع ذلك لا أتذكر أن كلينتون تعرض لأي محاكمة جنائية".

واختتم مورغان :"قضية ستورمي دانييلز هذه هي مهزلة غير مهذبة تجلب العار لأميركا، وأعتقد أنها لن تلحق الضرر بترامب، وكلما حاول أعداؤه تدميره بمناوراتهم القانونية التي لا نهاية لها، كلما زادت شعبيته".