في مساحة هامة على موقع X ضمت مجموعة كبيرة ومتنوعة من السياسيين والكتاب والصحفيين العرب، تطرقت للحديث عن التطورات الأخيرة في المنطقة، لا سيما القصف الاسرائيلي المزعوم الذي تعرضت له مدينة أصفهان الإيراني، وتم تسليط الضوء على تداعيات القضية وأسباب عدم الاعتراف الإسرائيلي الصريح، والتعتيم والإنكار الإيراني المريب للموضوع.

وفي هذا الإطار، وصف أحمد كامل، الصحفي والسياسي السوري، الضربة الإسرائيلية الأخيرة ضد إيران بأنها ضربة تمتلك دهاء كبيراً، فهي ترسل رسالة تحذيرية واضحة لا لبس فيها لنظام الملالي، وفي نفس الوقت ترضي الداعمين الدوليين، وعلى رأسهم الولايات المتحدة، بعدم الانجرار نحو صراع شامل.

وشبه الرد الإسرائيلي ضد إيران بمثابة توجيه الإصبع نحو عين الخصم دون أن تقلعها. وأشار إلى أن الكثير من الفلسطينيين ناقم اليوم على نظام الملالي لأنه أبعد كل الشبهات والضغط الدولي الذي كان مفروض على إسرائيل، وأزاح الأضواء عن غزة. وأكد أن شعوب المنطقة والشعب الإيراني لن يهنأوا بالاستقرار والأمن إلا بسقوط هذا النظام.

وأوضح مصطفى النعيمي، وهو كاتب وباحث في الشأن الإيراني، أنَّ حالة امتعاض كبيرة تسود في الحواضن الموالية للنظام الإيراني في المنطقة العربية، خاصة في سوريا ولبنان، حيث يتم الحديث أن الشعوب العربية تدفع فاتورة الدفاع عن النظام الإيراني.

وبين النعيمي أن الهجوم الإسرائيلي الأخير يعتبر بمثابة رسالة تحذيرية شديدة اللهجة باستخدام الصواريخ، وكشف عن مدى هشاشة منظومة الدفاعات الجوية الإيرانية، وسهولة تعرضها للاختراق.

وفي نفس المنحى، أكد النعيمي أن الهجوم الإيراني الأخير وفر منصة لرئيس الوزراء الإسرائيلي نتيناهو لتصدير أزمته الداخلية للخارج على طبق من ذهب.

وأشار إلى أن إسرائيل استفادت من الأزمة التي أشعلتها مع إيران وعمدت إلى توظيفها محلياً ودولياً.

وفي ذات الصدد، أوضحتُ شخصياً في مداخلة أنَّ صور الأقمار الصناعية المنشورة تؤكد وجود الأضرار التي لحقت برادار البحث والاشتباك 92N6E التابع لنظام الدفاع الجوي S300 التابع لإيران نتيجة الهجوم الجوي الإسرائيلي الأخير.

ووصفت في مداخلتي أن إظهار القدرة على استهداف موقع راداري في موقع عسكري بأصفهان يعني إظهار القدرة على استهداف مفاعل نطنز من قبل إسرائيل.

وأكدت في المداخلة أن تدمير s300 الإيراني في أصفهان يؤكد مدى الخبرات التي اكتسبتها إسرائيل في معركتها بين الحروب التي خاضتها في سوريا منذ أكثر من عقد من الزمن.

وبرأيي، فلقد أرسلت إسرائيل بهذا الضربة رسالة رادعة، وبعدم اعترفها الرسمي بتنفيذ الضربة، وفرت منصة لنظام الملالي للهروب من سلسلة ردود الأفعال الخطيرة التي أدخل نفسه بها بعد هجومه الأخير محدود الأضرار ضد إسرائيل.