عفواً "نعرفها" فقط عبر الشاشات، لكننا لا نعيشها واقعاً في ملاعبنا العربية، أو عبر برامجنا الرياضية، أو منصات السوشيال ميديا الناطقة بلغة الضاد والتي أدمنت عن عمد ومصلحة ما يسمى بـ"العك الكروي المحلي"، هل تشعر بالصدمة من هذه الحقيقة؟ أم تشعر بأن كاتب هذه السطور يتحدث بنوع من "التعالي والفوقية" عن الكرة العربية؟

هذه هي الحقيقة بعيداً عن حساباتك وعاطفتك "المحلية" عزيزي القاري العربي عاشق كرة القدم، وهي عاطفة لها احترامها على أيّ حال، لقد كانت قمة الريال والسيتي في ذهاب ربع نهائي دوري أبطال أوروبا عبارة عن كرة قدم "لا نعرفها" ولن نلتقي بها في ملاعبنا قريباً، وأقصى طموحنا أن تخرج المواهب العربية من ملاعبنا لتحترف أوروبياً، وتتعلم هذه الرياضة التي نعشقها ولكننا لا نمارسها ولا نشاهدها من أنديتنا ومنتخباتنا العربية.

لا مكان للخوف
مباراة الريال والسيتي عنوانها "المتعة والكبرياء" حيث لا مكان للخوف، أو الاستراتيجات الدفاعية العقيمة، أو الفكر الإنزراعي، حيث لا حركة بدون كرة، بل كانت ركضاً واعياً من الجميع وتحركا بالكرة وبدونها، وبحث متواصل عن الفوز والوصول لمرمى الفريق المنافس، باختصار متعة كروية لا مثيل لها.

لعبة مكايدات وتجاوزات
كرة القدم لدينا في بلادنا العربية، ولنأخذ الكرة المصرية مثالاً، ما هي إلا لعبة قائمة على تجاوزات ومكايدات الإعلام والسوشيال ميديا، فقد أدمن الجميع النقاش فيما يدور حول كرة القدم، وليس اللعبة نفسها، وليس هناك من مستفيد سوى عدد قليل من نشطاء السوشيال ميديا وبعض القنوات التلفزيونية التي تؤجج فكر "المكايدة" بين عشاق الأهلي والزمالك، دون أن تتطور كرة القدم على الإطلاق، والمدهش في الأمر أن هذه الوضعية تروق للجماهير، ولا أحد يفكر في متعة اللعبة، بل إن الجميع أكثر استمتاعاً بالمناوشات والتجاوزات والمكايدات لا أكثر ولا أقل.

شكرا للملكي البلو مون
كلمة أخيرة.. شكراً ريال مدريد، وكل الشكر لمان سيتي، وللعبقري بيب غوارديولا، والملهم كارلو أنشيلوتي، فقد عشنا معكم 90 دقيقة من "الحلم الجميل" و"المتعة التي لا مثيل لها"، والأربعاء المقبل سوف نكمل فصول هذا النزال الكروي المثير، لنرى من يحسمها ويتأهل للدور المقبل ، بل لنرى البطل المرشح بقوة لمواصلة المشوار القاري حتى النهاية، فاللحظة الراهنة لا تشهد كرة قدم ممتعة بقدر ما يقدمه الريال والسيتي على وجه التحديد.